عاد للظهور من أجل تمثيل الملك في إيطاليا بعد اختفائه.. الوضع الصحي لأخنوش يثير علامات استفهام حول مستقبله السياسي
أصبح الوضع الصحي لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، إحدى القضايا المُثارة بشأنها العديد من علامات الاستفهام بين السياسيين والمتابعين للشأن العام، بسبب وعكاته المتكررة التي تُخفيه عن الأنظار بين الفينة والأخرى، آخرها خلال الأسبوعين الماضيين، إذ لم يعاود الظهور إلا يوم أمس الأحد، لمثيل الملك محمد السادس في القمة الإيطالية الإفريقية بروما.
وبعد أن كان مُختفيا عن الأنظار وغاب عن موعدين للمجلس الحكومي، ظهر أخنوش يوم أمس في إيطاليا، حيث استقبله الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، ورئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، في إطار مشاركته في قمة "إيطاليا - إفريقيا.. جسر للنمو المشترك"، التي تُنظم أشغالها يومي 28 و29 يناير الجاري في روما، وذلك بتكليف من الملك محمد السادس.
هذه الرحلة مثلت الظهور الأول لأخنوش بعد غياب قارب الأسبوعين، إذ جرى إلغاء المجلس الحكومي ليوم 18 يناير 2024، إثر إصابة رئيس الحكومة بوعكة صحية، اتضح أنها تتعلق بنزلة برد بدأت أعراضها تظهر عليه قبل ذلك بأيام، وتحديدا بعد عودته من الديار السعودية، حيث كان يؤدي مناسك العمرة خلال عطلة رأس السنة.
وقبل ذلك كان أخنوش قد غاب عن جلسة العمل التي ترأسها الملك محمد السادس بالرباط، بتاريخ 16 يناير 2024، والتي خُصص لإشكالية الماء، ووفق بلاغ للديوان الملكي فإن هذه الجلسة حضرها مسؤولون حكوميون، في مقدمتهم نزار بركة وزير التجهيز والماء، الذي قدم عرضا أمام العاهل المغربي حول الوضعية الحالية للمياه في ظل العجز المسجل في التساقطات المطرية.
وبالنظر لأهمية الجلسة، فقد حضرها أيضا مستشار الملك، فؤاد عالي الهمة، ووزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، والوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، والمدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، عبد الرحيم الحافظي، وكان أخنوش الغائب الأبرز عنها.
واستمر الغياب "الحضوري" لأخنوش يوم 25 يناير 2024، تاريخ انعقاد المجلس الحكومي إذ قال بلاغ لرئاسة الحكومة إنه عُقد عن بُعد، دون الكشف عن سبب ذلك، لكن مصادر سياسية أكدت لـ"الصحيفة" أن الأمر يتعلق بالوضع الصحي لرئيس الحكومة الذي كان حينها يجتاز فترة نقاهة.
وسبق أن تعرض أخنوش لمجموعة من الوعكات الصحية خلال ولايته التي لم تصل بعد إلى منتصفها، ففي نونبر من سنة 2022 غاب عن جلسة المساءلة الشهرية بمجلس المستشارين حول الحوار الاجتماعي، واتضح أن الأمر يتعلق بمضاعفات إصابته بفيروس "كوفيد 19" الذي ألزمه منزله.
وفي أبريل من سنة 2023 عادت علامات الاستفهام حول الوضع الصحي لأخنوش مُجددا بعدما في شهر رمضان رفقة الملك محمد السادس في صلاة التراويح، وهو يجد صعوبة في الحركة ولم يستطع إتمام الصلاة بطريقة طبيعية، ما اضطر الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس إلى الحديث عن الأمر، قائلا، خلال ندوة صحفية، إن الأمر يتعلق بوعكة صحية، مضيفا أن الأمر "لا يستدعي القلق".